الأربعاء، 4 يوليو 2012
خُلاصة سيرة رسول الله صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم
"
"
إعلم أن الحوادث التي وقعتْ في أيامِ النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم كثيرة جداً، وسأذكر لك أهمها فيما يلي:
# قبل أَنْ يُهاجر النبيُّ إلى المدينة، وفي يوم الإسراء والمعراج فُرضت الصلواتُ الخمس، كما حكاه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم في حديث المعراج المشهور.
(1) وفي السنة الأولى من الهجرة:
· شُرع الأذان والإقامة.
· وفيها صَلَّى النبي أول صلاة جمعة.
· وخطب أول خطبة جمعة. وأول جمعة كانت في وادي "وَابُورة" بين المدينة وقُباء.
· أَمَّا أول مَن صَلَّى جُمعة من الأنصار فهو"أَسْعد بن زُرارة"
· وفيها كانت أول صلاة على مَيِّت في الإسلام.
· وأول مَن صَلَّى النبي عليه صلاة الجنازة "أسعد بن زُرارة".
· وأول من صَلَّى النبي على قبره "البَراء بن مَعْرُور".
· وفيها أ يضاً عمر النبي r المسجد النبوي بعد دخوله المدينة.
· وقد كان عمر مسجد "قُباء" عند دخوله "قُباء"، وقبل وصوله إلى المدينة، وكان مسجد "قُباء" أول مسجد عُمر بعد الهجرة.
· وفيها زيد في صلاة الحضر أربعاً، وقد كانت الصلاة كلها مثنى مثنى، منذ أن شرعت يوم الإسراء بمكة. فلما انتقل النبي إلى المدينة مُهاجراً.
· أصبحت العشاءُ والعصران أربعاً، وقيل إنما كان ذلك في الثانية.
· وفيها صام النبي عاشوراء، قبل أَنْ يُشرع صومُ رمضان.
· وفيها آخى النبي بين المُهاجرين والأنصار وعمل المعاهدة بين المسلمين واليهود.
(2) وفي السنة الثانية:
· شُرع صوم رمضان، ونُسخ وجوبُ صوم يوم عاشوراء، وبقي مسنوناً.
· وكذلك شُرعت زكاة الأموال وزكاة الفطر.
· وشُرع الاحتفالُ بعيدي الفطر والأضحى.
· وشُرعت صلاة العيدين.
· واستقبال الكعبة بدلاً عن بيت المقدس.
· وفيها تزوج عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنها بفاطمة الزهراء رضي الله عنها.
· وفيها دخل النبي r على عائشة رضي الله عنها، وذلك بعد غزوة بدر.
· وفيها كانت غزوة "بني قَيْنُقاع" وذلك في شوال.
· وفي شهر رجب، جهَّز النبي r "عبدالله بن جَحْش" رضي الله عنه في السرية التي قتل فيها أول قتيل من قريش، وأول أسيرٍ، وأول غنيمة غنمها المسلمون، وأول خُمسٍ في الإسلام.
· وكتب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم المعاقل، وهي الديات.
· وقُتل "ذو الشمالين" ببدر.
· وفيها تُوفيت "رُقية" بنت النبي صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(3) وفي السنة الثالثة:
· وُلد الحسن بن علي رضي الله عنهما.
· وغزوة "أحد"، ثم "حمراء الأسد"،ثم "بني النضير"، ثم "سرية الرجيع"، ثم "بئر مَعُونة".
· وفيها تزوج النبي r "حَفْصة" و"زينب بنت خُزيمة" رضي الله عنهما.
· وتزوج "عُثمان" "أُمَّ كُلثوم" رضي الله عنهما.
· وفيها نزل حُكم الحجاب (على القول الضعيف)
· وفيها استُشهد "سعد بن الربيع" رضي الله عنه في "أُحُد"، وقُسِّمت تركته على الفرائض الشرعية، وهي أول تركة قُسِّمتْ في الإسلام.
(4) وفي السنة الرابعة:
· نزول مشروعية الحجاب (على القول الصحيح)
· ورخصة التيمم.
· وقصة الإفك.
· وتحريم الخمر (على قولٍ)
· وتزوَّج النَبيُّ r بـ"أُمِّ سَلمة" و"جُويرية بنت الحارث" رضي الله عنهما.
· وغزوة "بدر الصُّغرى" و "ذات الرِّقاع" و "بني المُصطلق" و"الخندق" و"قُريظة" على بعض الأقوال.
(5) وفي السنة الخامسة:
· كانت غزوة "بني المصطلق" التي وقعتْ فيها "رُخصة التيمم"، و"قصة الإفك" وكذلك "غزوة الخندق" و "بني قريظة" على بعض الأقوال.
· وفيها شُرعت "صلاة الاستسقاء" و "الكسوف"،حيث كُسفت القمر في هذه السَّنة، وصَلَّى النبي r "صلاة الكسوف"، وكانتْ أول صلاة كسوف.
· وفي السنة الخامسة، وقيل في السادسة أو التاسعة أو العاشرة فَرَض اللهُ الحج لمن استطاع إليه سبيلاً.
(6) وفي السنة السادسة:
· شُرعت "صلاة الخوف" –على الأصح-، وأول "صلاة خوف" صلاها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم هي صلاته في "عُسفان" آخر هذا العام.
· وفي هذه السنة كانت "بيعة الشجرة"، والمعاهدة بين النبي r وقريش.
· وقصة "كعب بن عُجرة" في الترخيص له في الحلق.
· وظِهار "أَوْس بن الصامت"من زوجته "خَوْلة"،وهو أول ظِهار في الإسلام، ونزول (قد سمع الله قول التي تُجادلك..)
· ونزول تحريم الخمر (على قول الدِّمياطيِّ)، وقيل السنة الثالثة، وقيل السنة الرابعة.
· وفيها اتخذ النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم الخاتم.
· والأمر بامتحان المؤمنات المهاجرات، والنهي عن استبقاء الزوجات الوثنيات،ونزول آية النهي عن الإمساك بعصم الكوافر.
· وقصة العُرَنيين التي نزل فيها حُكم المحاربين المفسدين في الأرض.
· وزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم بـ"أم حبيبة" رضي الله عنها.
(7) وفي السنة السابعة:
· "عُمْرة القضية" ، و"غزوة خَيبر".
· وتحريم أكل "الحمر الأهلية والبغال".
· وتحريم المتعة.
· ومكاتبة النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم للملوك.
· واتخاذ الخاتم (على قول)، وقيل: كان اتخاذ الخاتم في السنة السادسة.
· ونوم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم وأصحابه في الوادي عن صلاة الفجر.
· وفيها سَمَّت اليهودية الشاة.
· وقدوم رسولي "باذان" أمير اليمن إلى النبي r بأمر من "كسرى" ملك الفرس.
· وزواج النبي r بـ"صفية" و"ميمونة"رضي الله عنهما، ودخوله بـ"مارية القبطية" أم ولده "إبراهيم".
· وإسلام "أبي هُريرة" رضي الله عنه وقومه.
· وإسلام "باذان" أمير اليمن، و "عِمْران بن حُصَين" ،وقيل: إن إسلامه كان بمكة قبل الهجرة.
· وقدوم "جعفر بن أبي طالب" من "الحبشة".
· وقدوم "أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي مُعيط"رضي الله عنها، مهاجرة من "مكة" إلى "المدينة"، وهي أول امرأة مهاجرة.
· وغزوة "ذات القُرى" ، وغزوة "السلاسل" (على قول)، وقيل في الثامنة.
· وفيها قتل "شِيْرويه" والده كسرى "أَبْرويز" ملك الفرس.
· وفيها وُضِع "منبر النبي" r ، وقيل: في الثامنة، وقيل: غير ذلك.
· وفيها ردَّ النبي r ابنته "زينب" إلى زوجها "أبي العاص بن الربيع" رضي الله عنهما.
(8) وفي السنة الثامنة:
· كان "فتح مكة".
· و"سَرية الخَبَط" وهي "سَرية العنبر" أو "سِيْف البحر".
· وفيها كانت "غزوة مُؤتة"، وهي أول حرب بين النبي r والعجم.
· وبعث "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه إلى اليمن.
· وفيها غزوة "أَوْطاس" و "حُنين" و "الطائف".
· وقدوم وفد "عبد القيس" من البحرين (على أحد الأقوال).
· وتحريم "نكاح المُتعة" للمرة الأخيرة تحريماً مُؤبَّداً إلى يوم القيامة.
· وقصة "عبدالله بن زَمْعة"، وقول النبي r : "الولد للفراش".
· وتعيين النبي r "عَتَّاب بن أسيد" أميراً على مكة، و"أبا مَحْذُورة" مُؤذِّناً بمكة.
· ووفاة "زينب" بنت النبي رضي الله عنها.
· وفيها أسلم "أبو سفيان" وزوجته "هند" وجمهور أهل مكة.
(9) وفي السنة التاسعة:
· كانت "غزوة تَبُوك"
· وحج "أبو بكر" رضي الله عنه بالناس، وإعلان علي بن أبي طالب y البراءة.
(10) وفي السنة العاشرة: حج النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم "حجة الوداع".
(11) وفي السنة الحادية عشرة: انتقل رسول الله r إلى الرَّفيق الأعلى.
هذه خلاصة سيرة رسو الله صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم على جهة الإيجاز، وأنصح بمطالعة "سيرة الحلبي" و"سيرة دَحْلان" و"بهجة المحافل" للعامري، تجد تفاصيل جميع ما ذكرته لك مُوجزاً، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
س: هل صحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّم قال: "من قال للمدينة يثرب، فليستغفر الله"؟ ومَنْ روى هذا الحديث؟ وهكذا نرجوا الإفادة عن حديث: "الناس كأسنان المُشط"؟
جـ: قال ابن الجوزي في هذا الحديث المروي عن البراء: "مَن قال للمدينة يثرب، فليستغفر الله ثلاث مرات" "هذا حديث لا يصحُ، تفرد به صالح (أي ابن عمر) عن يزيد (أي ابن أبي زياد). قال ابن المبارك: "إرم بيزيد"، وقال أبو حاتم الرازي: "كل أحاديثه موضوعة"، وقال النسائي: "متروك الحديث" صـ220.
فهكذا قال ابن الجوزي في "الموضوعات.
# وقد تعقَّبه السيوطي في "اللآليء المصنوعة"، بقوله: قلتُ: "أخرجه أحمد في "مسنده" قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي قال حدثنا صالح به (أي بهذا الحديث). وقال الحافظ ابن حجر في "القول المُسدَّد": "أخطأ ابن الجوزي، فإن (يزيد) وإن ضعفه بعضهم من قبل حفظه، فلا يلزم أن يكون كل ما حدث به موضوع، ويشهد له ما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة)" صـ31
# ونقل ابن طاهر الفتني الهندي في "تذكرة الموضوعات" عن السيوطي أنه قال في "الوجيز" : (من سمى المدينة بيثرب، فليستغفر الله) تفرد به عن (يزيد) متروك. قلت: (يزيد) ، وإن ضعفه البعض من قبل حفظه، فلا يلزم منه وضع كل حديثه ، وله شاهد في الذيل" صـ76.
# وقال في "الجامع الصغير" : (من سمى المدينة يثرب، فليستغفر الله، هي طابة هي طابة) أخرجه أحمد عن البراء، ورمز له بعلامة الصحة وهي الصاد والحاء، وقال الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" وفي "الأحاديث الضعيفة": "إنه ضعيف".
# وأَما الجواب عن السؤال الثاني: فقد جاء في حديث أنس مرفوعاً: "الناس كأسنان المشط، إنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كثير بأخيه يرفده ويكسوه ويحمله. ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له"
قال ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات": "قال ابن عدي: هذا حديث وضعه سليمان بن عمرو على اسحاق (أي اسحاق بن وهب العلاف) ، وأجمعوا على أنه كان يضع الحديث".
# وقد تعقبه السيوطي في "اللآليء" بقوله: "قلت: له طريق آخر أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" وذكرها." كما ذكر السيوطي طريقة أخرى عن الدولابي في "الكنى" عن سهل بن سعد، وفيهما (بكار بن شعيب الدمشقي) وهو ضعيف كما قال السيوطي. ثم ذكر له متابعاً من طريق ابن حبان في "روضة العقلاء" من حديث سهل بن سعد ليس فيها (بكار).
وقال العجلوني في "كشف الخفاء" : "الناس كأسنان المشط: أخرجه الديلمي عن سهل بن سعد زاد (وإنما يتفاضلون بالعافيه، فلا تصحبن أحداً لا يرى لك من الفضل مثل ما ترى له) وله عن أنس: (الناس مستوون كأسنان المشط، ليس لأحدٍ على أحد فضل إلا بتقوى الله) وقد نسبه إلى الديلمي المناوي في "كنوز الحقائق" وسواءكان الحديث ضعيفاً أو موضوعاً، فقد جاء في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ما يدل على معنى ما دل عليه هذا الحديثُ، وهو أن الناس عند الله سواء، لا فرق بين عربي وعجمي وأسود وأبيض مهما كان مُتَّقين الله وأن الجميع من آدم، وآدم من تراب، وأنه لا فرق بين أحد وأحد إلا بالتقوى وإن أكرم الناس عند الله أتقاهم.
▲
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)